أخبرناه إسماعيل بن محمد، أبو علي الصفار، نا حدثني الحسن بن عرفة، الوليد بن بكير: أبو خباب، عن عبد الله بن محمد العدوي، عن أبي سنان البصري، عن عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، أبي بن كعب.
قوله: "عند الحافر" معناه عند مواقعة الذنب لا تؤخرها فتكون مصرا. قال العرب تقول: النقد عند الحافرة معناه: عند أول كلمة، يريد لا تبرح حتى تنقد. ويقال: التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي: عند أول ما التقوا. قال الكسائي: قولهم "النقد عند الحافرة" معناه: النقد عند السبق. قال: وذلك أن الفرس إذا سبق أخذ الرهن. قال: والحافرة: التي حفر الفرس بقوائمه، قال الله تعالى: أبو العباس ثعلب: أإنا لمردودون في الحافرة . قال: والحافرة: الأرض، والأصل فيها محفورة، فصرفت عن مفعولة إلى فاعلة، كما قيل ماء دافق أي: مدفوق، وسر كاتم أي: مكتوم. وقال أبو زيد: أتيت فلانا ثم رجعت على حافرتي أي: في طريقي الذي أصعدت فيه. ويقال: عاد فلان في حافرته أي: طريقته الأولى. ومنه قوله [ ص: 473 ] تعالى: أإنا لمردودون في الحافرة أي: إلى الأمر الأول من الحياة. قال الشاعر:
أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار
قال وفي معناه رجع فلان على قرواه أي: على أول أمره. وقال الأصمعي: سلمة: أحفظ عن الفراء أنه روى حديثا قال: "لا ترجع هذه الأمة على قرواها" أي: على أول أمرها.