وقال في حديث النبي صلى الله عليه: أنه قال أبو سليمان لعبد الله بن عمرو بن العاص: "صم يوما ولك عشرة أيام" قال: زدني يا رسول الله، فإن بي قوة، قال: "صم يومين ولك تسعة أيام". قال زدني فإني أجد قوة، قال: "صم ثلاثة أيام ولك ثمانية أيام".
هذا حديث يرويه عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، ثابت، عن عن أبيه قال: فحدثت به شعيب بن عبد الله بن عمرو، مطرفا فقال: أراه يزاد في العمل، وينقص من الأجر.
وتفسيره ما ذهب إليه ذكره أحمد بن حنبل، الأثرم عنه غير أنه قال في حديثه: قال: ووجهه أن يزاد العدد الثاني على العدد الأول فيقال: صم يوما، وعقد بيده واحدا، ولك عشرة وعقد أحد عشر ثم قال: صم يوما وعقد بيده [ ص: 513 ] اثني عشر ولك تسعة فذلك أحد وعشرون. ثم قال: صم يوما فذلك اثنان وعشرون، ولك ثمانية، فذلك ثلاثون، من كل شهر ثلاثة أيام. "صم يوما ولك عشرة"، و "صم يوما ولك تسعة" قال: "وصم يوما ولك ثمانية".
وعلى رواية عفان فتكون ثلاثة وثلاثين لكل يوم عشرة أيام. وذلك تأويل قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .
فأما الحديث الذي يرويه عن شعبة، عن زياد بن فياض، أبي عياض، قال: أتيت رسول الله فسألته عن الصوم فقال: "صم يوما من كل شهر، ولك أجر ما بقي". قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: قال: "صم يومين من كل شهر ولك أجر ما بقي". قلت إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم ثلاثة أيام من كل شهر ولك أجر ما بقي". عبد الله بن عمرو بن العاص عن
فإنه يريد في الحديث الأول أجر ما بقي من العشر. وفي الثاني أجر ما بقي من العشرين. وفي الثالث أجر ما بقي من الشهر. ولا يجوز أن ينقص من الأجر إذا زاد في العمل.
فأما حديث حدثناه أبي قتادة الأنصاري نا ابن السماك، أنا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب بن عطاء، سعيد، عن عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة يوما قال: "ويطيق ذلك [ ص: 514 ] أحد" قال: فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما قال: "ذلك صوم يصوم يومين ويفطر داود". قال: فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين قال: "وددت أني طوقت ذلك". أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه عن من
فوجهه أن يكون ذلك إنما هو لحق غيره لا لعجز نفسه. ونرى والله أعلم أن المانع له من أن يطيقه ما كان يلزمه من حقوق النساء؛ لأن الصوم يخل بحقوقهن. وقد كان صلى الله عليه: يواصل بين الأيام ويقول: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني".
وقال: "لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم".
وأخبرنا نا ابن الأعرابي، نا محمد بن عبد الملك الدقيقي، أنا يزيد بن هارون، حميد، عن قال: أنس كان رسول الله صلى الله عليه يصوم من الشهر حتى نقول لا يفطر، ويفطر من الشهر حتى نقول: لا يصوم منه شيئا.