أخبرناه نا محمد بن هاشم، عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري الأصمعي: وإنما قيل الحباب اسم شيطان لأن الحية يقال لها شيطان وأنشد: الحباب الحية،
تعمج شيطان بذي خروع قفر
وقال الحباب حية بعينها، وأنشد المبرد: لعمر بن أبي ربيعة يصف أنه زار عشيقته:
ونفضت عني العين أقبلت مشية ال حباب وركني خيفة القوم أزور
وفي البقل إن لم يدفع الله شره شياطين ينزو بعضهن على بعض
أخبرني قال: قال ابن داسة أبو داود: العاص وعزيز وعتلة وشيطان، والحكم وغراب وشهاب. وسمى المضطجع المنبعث، وسمى شعب الضلالة شعب الهدى، ومر بأرض تسمى عثرة فسماها خضرة. وقال غير ابن داسة: عفرة، وقال غير أبي داود: غدرة. غير رسول الله صلى الله عليه اسم
حدثناه إبراهيم بن فراس، نا نا موسى بن هارون، نا محمد بن عبد الله بن نمير، عبدة بن سليمان، عن عن أبيه، عن هشام بن عروة، عائشة بأرض تسمى غدرة فسماها خضرة. أن النبي صلى الله عليه مر
أما تغييره اسم العاص فلكراهية العصيان الذي هو مناف لصفة المؤمن، وإنما شعار المؤمن الطاعة، وسمته العبودية. وأما تغييره اسم العزيز فلأن العز لا يليق بالعبيد، إنما يوصفون بالذل والخضوع، وإنما هو من صفات الباري، وقد قال عندما يقرع بعض أعدائه: ذق إنك أنت العزيز الكريم .
وأما عتلة فإنما كره -والله أعلم- بشاعة الاسم، وذلك أن معناها الشدة والغلظة. يقال: عتلت الرجل إذا جذبته جذبا عنيفا، ومنه قيل رجل عتل ومعتل. قال ذو الإصبع العدواني:
[ ص: 529 ] والدهر يغذو معتلا جذعا
أي: شابا قويا.
وقد وصف الله المؤمنين بلين الجانب وخفض الجناح، فقال: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا . وقد قال صلى الله عليه: "المسلمون هينون لينون كالجمل الأنف".
"ما اسمك" قال سعيد بن المسيب: حزن، قال: "اسمك سهل". وقال صلى الله عليه لجد
وأما الشيطان فاسم لكل مارد من الجن والإنس، قال الله تعالى: شياطين الإنس والجن .
ويقال: سمي شيطانا لبعده عن الخير. يقال: نوى شطون، أي بعيدة، وبئر شطون إذا كانت بعيدة المهوى، وكذلك الأمر في اسم الغراب؛ لأنه فيما يقال مأخوذ من البعد والاغتراب. ويقال: للرجل اغرب عني، أي ابعد، وغربت الشمس إذا غابت فبعدت عن الأبصار. واغترب الرجل إذا بعد عن أهله، على أن لوقوعه على الجيف، وبحثه عن النجاسة، وقد حرم رسول الله أكله، وأباح للمحرم قتله. الغراب نفسه كأخبث الطير
[ ص: 530 ] وأما الحكم فهو من أسماء الله، وتأويله الحاكم الذي لا معقب لحكمه، وهذه الصفة لا تليق بمخلوق.
وأما الشهاب فالشعلة من النار، والنار عقوبة الله للكفار، فكره أن يتسمى بها المسلم.
وأما قوله: عثرة فهي الأرض التي لا نبات فيها، إنما هي صعيد قد علاها العثير وهو الغبار، وكذلك العفرة مأخوذ من عفرة الأرض وهي لونها الأغبر. فوسمها بالخضرة ؛ لأنها إذا اخضرت تغطى ترابها وذهب غبارها. والغدرة من الأرض هي التي لا تسمح بالنبات أو تنبت شيئا ثم تسرع إليه الآفة، فيبيد ويتلف، شبهت بالغادر الذي يخيل قولا ولا يفي فعلا.
وفي الحديث: "أن بين يدي الساعة سنين غدارة أو خداعة يكثر فيها المطر، ويقل النبات".
فأما حديثه الآخر: أنه نهى أن نسمي العبيد يسارا أو رباحا.
حدثناه إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري، نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الضبي، نا عفان، نا سمعت معتمر بن سليمان، يحدث عن أبيه، الركين بن الربيع قال: سمرة بن جندب أفلح ورباحا ويسارا ونافعا، نهانا رسول الله أن نسمي رقيقنا أربعة أسام: فقد جاء إنما كره ذلك للتطير. عن
[ ص: 531 ] حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، نا نا أبو داود، النفيلي، نا زهير، نا عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن عميلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: سمرة بن جندب. يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح؛ فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا، إنما هي أربع، فلا تزيدن علي". فأما من سلك به مذهب الفأل، وقصد فيه اليمن والتبرك، فأنا أرجو أن لا يكون به حرجا إن شاء الله. وقد كان لرسول الله غلام يقال: له "لا تسمين غلامك رباح، وسمى غلامه عبد الله بن عمر بن الخطاب نافعا.
حدثني نا محمد بن الحسين بن إبراهيم، ابن بنت منيع، نا نا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن أبيه قال: إياس بن سلمة بن الأكوع، رباح. كان للنبي غلام اسمه
حدثني عبد الله بن محمد بن شاذان الكراني، نا أحمد بن إبراهيم بن العنبر، نا نا الحسن بن علي الحلواني، نا المعلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن علي بن زيد، قال: قال لي سعيد بن المسيب هل تدري لم سميت ابني عبد الله بن عمر: سالما؟ قلت: لا، قال: باسم هل تدري لم سميت ابني سالم مولى أبي حذيفة، واقدا؟ قلت: لا، قال باسم واقد بن [ ص: 532 ] عبد الله اليربوعي هل تدري لم سميت ابني عبد الله قلت: لا، قال: باسم عبد الله بن رواحة.