وقال في حديث النبي صلى الله عليه: أبو سليمان أنه أتي بقناع جزء.
[ ص: 548 ] روي لنا هذا الحديث، عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، عن غسان بن الربيع، عن عن حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، أنس بن مالك.
هكذا قال الراوي: جزء، وزعم المدينة ، وهذا شيء لا أثق به، ولا أعتمده، فإن كان الأمر على ما قال فلا أراهم يسمونه جزءا، إلا من قبل اجتزائهم به عن الطعام، كتسميتهم الكلأ جزءا وجزؤا، لغتان لاجتزاء الإبل به عن الماء. يقال: جزأت الإبل عن الماء إذا اجتزأت بالرطب فلم تشرب. أن الجزء الرطب عند أهل
قال : وأحسبه أتي بقناع جرو، وهو في كلام أهل أبو سليمان المدينة وغيرهم من أهل الحجاز القثاء الصغار.
أخبرني قال قال أبو عمر السياري، عن بعض أصحابه قال: كنت أمر في بعض طرقات المدينة فإذا أنا بحمال على رأسه طن فقال لي: أعطني ذلك الجرو فتبصرت فلم أر كلبا ولا جروا، فقلت ما هاهنا جرو، فقال: أنت عراقي أعطني تلك القثاءة.
وهذا كحديثه الآخر: أنه أتي بقناع رطب وأجر زغب، وقد فسره ابن قتيبة في كتابه.
[ ص: 549 ]