أخبرناه ابن الأعرابي، نا أبو داود، نا أحمد بن حنبل، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: فسألته ما جلبان السلاح؟ فقال: القراب بما فيه. الجلبان: شيء شبيه بالجراب من الأدم يضع فيه الراكب سيفه بقرابه، ويضع فيه سوطه يعلقه الراكب من واسطة رحله، أو من آخره، وإنما اشترطوا دخوله مكة والسيوف في قربها؛ ليكون ذلك علما للسلم، إذ كان دخوله مكة صلحا، ولو دخلوها متقلدين لها لم تؤمن السلة كقول الشاعر:
إن تسألوا الحق نعط الحق سائله والدرع محقبة والسيف مقروب
والعرب لا تضع السلاح إلا في الأمن. قال مرة بن محكان:يا ربة البيت قومي غير صاغرة ضمي إليك رحال القوم والقربا
[ ص: 579 ] فأما خبر فتح مكة، ورواية من روى أن رسول الله دخلها عنوة، فإن العنوة في كلام العرب لها معنيان متضادان. قال أبو العباس ثعلب: يقال: أخذت الشيء عنوة أي قهرا في عنف، وأخذته عنوة أي صلحا في رفق. قال وأنشدنا ابن الأعرابي عن المفضل:
فما أخذوها عنوة، عن مودة ولكن حد المشرفي استقالها


