وقال في حديث النبي صلى الله عليه: أبو سليمان أنه جاءه ناس من أصحابه فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظم أن نتكلم به أو الكلام به، ما نحب أن لنا يعني الدنيا، وإنما تكلمنا به، فقال النبي [ ص: 646 ] عليه السلام: "أوقد وجدتموه" قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان".
أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، نا أحمد بن يونس، زهير، نا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قوله: يريد ذاك صريح الإيمان، ولولاه لم تتعاظموا ذلك ولم تنكروه، ولم يرد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، وكيف تكون إيمانا، وهي فعل الشيطان وكيده ألا تراه عليه السلام يقول: وسئل عن هذا أو نحوه، فقال: أن صريح الإيمان هو الذي يعظم ما تجدونه في صدوركم، ويمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم، "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".