الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي بكر رضي الله عنه أن مسعود بن هنيدة مولى أوس بن حجر قال : رأيته قد طلع في طريق معورة حزنة وأن راحلته قد أذمت به وأزحفت فقال : أين أهلك يا مسعود فقلت بهذه الأظرب السواقط .

يرويه الواقدي قال : حدثني هاشم بن عاصم عن أبيه عن مسعود بن هنيدة [ ص: 40 ] .

قال أبو سليمان قوله في طريق معورة  أي ذات عورة يخاف فيها الضلال والانقطاع .

يقال : أعور المكان فهو معور إذا خيف فيه القطع والهلاك وكل عيب وخلل في شيء فهو عورة ومنه قول الله تعالى : إن بيوتنا عورة أي ليست بحريزة ولا حصينة وقوله قد أذمت معناه كلت وأعيت .

قال بعض أهل اللغة معناه : أنها صارت إلى حال تذم عليها كما يقال أحمد إذا جاء بما يحمد عليه .

قال أبو سليمان ويحتمل أن يكون المعنى في ذلك انقطاع سيرها من قولك بئر ذمة وقد ذمت البئر وأذمت إذا قل ماؤها وانقطع وأنشدني أبو عمر قال أنشدنا أبو العباس ثعلب:


أرجي نائلا من سيب رب له نعمى وذمته سجال

وقوله أزحفت أي قامت من الإعياء وأصل الزحف أن يجر البعير فرسنه من الإعياء .

يقال : زحف البعير وهو زاحف وأزحفه السير فهو مزحف والأظرب جمع الظرب وهو ما دون الجبل يقال في القليل : أظرب وفي جمع الكثير ظراب والسواقط المنخفضة منها اللاطئة بالأرض [ ص: 41 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية