قال أبو سليمان في حديث البراء بن مالك أنه قال : شهدت اليمامة فكفونا أول النهار فرجعت من العشي فوجدتهم في حائط ، فكأن نفسي جاشت فقلت : لا وألت أفرارا من أول النهار وجبنا آخره فانقحمت عليهم .
يرويه الحسن بن بشر الهمداني ، نا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أخيه .
قوله : جاشت أي ارتاعت ، قال عمرو بن الإطنابة :
وقولي كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدي أو تستريحي
وكان الأصمعي يفرق بين جاشت النفس وجشأت فيقول : جاشت النفس تجيش جيشا إذا دارت للغثيان ، وجشأت إذا ارتفعت من حزن أو فزع .وقوله : لا وألت أي لا نجوت ، والموئل المنجى والملجأ ، ومن هذا [ ص: 516 ] قوله تعالى : لن يجدوا من دونه موئلا . قال الشاعر وهو ابن الإطنابة :
والقاتلين لدى الوغى أقرانهم إن المنية من وراء الوائل
[ ص: 517 ]


