إن على كل رئيس حقا أن يخضب الصعدة أو تندقا
فقيل له: أين الحلم يا أبا بحر؟ فقال: عند الحبا".
ذكره عن أبو عمر، عن أبي العباس ثعلب، عمر بن شبة.
الصعدة: القناة المستوية، قال الشاعر:
يهزهز صعدة جرداء فيها نقيع السم أو قرن محيق
الحبا: جمع حبوة، يريد الاحتباء، وهو أن يجمع ظهره ورجليه بثوب.
ويقال: العمائم تيجان العرب، والحبا حيطانها، يقال: حبوة، [ ص: 38 ] بكسر الحاء، وحبوة بضمها، والكسر أعلى، قال جرير:
قتل الزبير وأنت عاقد حبوة تبا لحبوتك التي لم تحلل
يريد: أن الحلم إنما يحسن في السلم إذا قعد القوم في الأفنية واحتبوا بالأردية، فأما الحرب فإن الحلم فيها عجز.
ويروى عن أنه قال: "لا تزال العرب عربا ما لبست العمائم، وتقلدت السيوف، ولم تعدد الحلم ذلا، ولا التواهب فيما بينها ضعة". الأحنف
قال أبو العباس محمد بن يزيد: قوله: ما لبست العمائم، يقول: ما حافظت على زيها.
وقوله: وتقلدت السيوف، يريد الامتناع من الضيم، وقوله: ولم تعدد الحلم ذلا، هو أن تعرف موضع الحلم، وهو ألا تكون تخاف أحدا، ولا تخاف عاقبة تكرهها.
وقوله: ولا التواهب ضعة، فهو أن يهب الرجل من حقه ما لا يستكره عليه.