فقال: يا أبا سفيان! أنت كما قال القائل: "وكل الصيد في جوف الفرإ ". أو قال: "في بطن الفرإ" الشك من - "أبي عبيد ".
قال "الأصمعي ": الفرأ مهموز مقصور، قال: وهو حمار الوحش [ ص: 26 ] .
قال: وجمع الفرإ: فراء ممدود، وأنشدنا [في نعت الحرب] :
بضرب كآذان الفراء فضوله وطعن كإيزاغ المخاض تبورها
[ ص: 27 ] أراد أن الضرب بالسيف يقع بالأجساد، فيكشط عنها اللحم، فيبقى متدليا كآذان الحمر.وقوله: "كإيزاغ المخاض ": يعني قذف الإبل بأبوالها، فهي توزغ به، [وذلك] إذا كانت حوامل، شبه الطعن به.
وقوله: تبورها: تخبرها أنت.
وإنما مذهب هذا الحديث أنه أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يتألفه بهذا الكلام، وكان من المؤلفة قلوبهم.
فقال: "أنت في الناس كحمار الوحش في الصيد "، يعني أنها كلها دونه [ ص: 28 ] .
وقول "أبي سفيان ": حجارة الجلهمتين: أراد جانبي الوادي. والمعروف في كلام العرب الجلهتان.
قال "الأصمعي ": والجلهة: ما استقبلك من حروف الوادي، وجمعها جلاه، وقال "لبيد ":
فعلا فروع الأيهقان وأطفلت     بالجلهتين ظباؤها ونعامها 
كأنها وقد بدا عوارض
والليل بين قنوين رابض
بجلهة الوادي قطا نواهض
قال: ولم أسمع بالجلهمة إلا في هذا الحديث، وما جاءت إلا ولها أصل [ ص: 30 ] .
والمعروف من هذا جلهة.
				
						
						
