الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
162 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المرء أحق بصقبه"   [ ص: 48 ] .

قال: حدثناه "سفيان بن عيينة" عن "إبراهيم بن ميسرة" عن "عمرو بن الشريد" عن "أبي رافع" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قوله: "أحق بصقبه ": يعني القرب.  

ومنه حديث "علي" - رضي الله عنه - : "أنه كان إذا أتي بالقتيل قد وجد بين قريتين حمله على أصقب القريتين إليه" [ ص: 49 ] .

وقال: ابن قيس الرقيات ":


كوفية نازح محلتها لا أمم دارها ولا صقب

قال: الأمم: الموضع القاصد القريب، ومنه قيل للشيء إذا كان مقاربا: هو أمر مؤام، وكأن الصقب أقرب منه.

وإنما معنى الحديث في قوله: "المرء أحق بصقبه ":  أن الجار أحق بالشفعة إذا كان جارا، ولم نسمع في الآثار بحديث أثبت في الشفعة للجار من هذا [ ص: 50 ] .

وحديث آخر يرويه "سمرة بن جندب" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه قضى بالجوار ".  

وسائر الأحاديث أن الشفعة للشريك.

فهذان الحديثان حجة لمن قضى للجار بها.

وقد يجوز أن يقال للشريك [في الدار] أيضا جار، وهو أصقب الجيران إليك [ ص: 51 ] .

ففيه حجة لمن قال: بالشفعة للشريك دون الجار.  

وحجة [أيضا] لمن قال: الشفعة للجار؛ لأن المعنى يحتملهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية