قال: حدثناه قال: أخبرنا "مغيرة" عن "هشيم" "إبراهيم" عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبي هريرة"
قوله: "مصراة ": يعني الناقة، أو البقرة، أو الشاة التي قد صري اللبن في ضرعها.
يعني حقن فيه، وجمع أياما، فلم تحلب.
وأصل التصرية: حبس الماء وجمعه.
يقال: قد صريت الماء، وصريته، قال "الأغلب ".
رأت غلاما قد صرى في فقرته.
ماء الشباب عنفوان شرته [ ص: 62 ] .
ويقال: هذا ماء صرى، مقصور، قال "عبيد [بن الأبرص] ":
يا رب ماء صرى وردته سبيله خائف جديب
ويقال: منه سميت المصراة، كأنها مياه اجتمعت.وكان بعض الناس يتأول في المصراة: أنه من صرار الإبل، وليس هذا من ذاك في شيء [ ص: 63 ] .
لو كان من ذاك، لقال مصرورة، وما جاز أن يقال ذلك في البقر والغنم؛ لأن الصرار لا يكون إلا للإبل.
وفي حديث آخر: "أنه نهى عن بيع المحفلة ".
وقال: "إنها خلابة ".
فالمحفلة: هي المصراة بعينها.
قال: حدثنا "يزيد" عن عن "سليمان التيمي" عن "أبي عثمان النهدي" قال: "ابن مسعود"
"من اشترى محفلة، فردها [ ص: 64 ] .
فليرد معها صاعا [من تمر] .
قال وإنما سميت محفلة؛ لأن اللبن [قد] حفل في ضرعها، واجتمع، وكل شيء كثرته فقد حفلته. "أبو عبيد ":
ومنه قيل: قد احتفل القوم: إذا اجتمعوا، وكثروا؛ ولهذا سمي محفل القوم، وجمع المحفل محافل.
وقوله: "لا خلابة" [يعني الخداع] [ ص: 65 ] .
يقال منه: خلبته أخلبه خلابة: إذا خدعته .
ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قال: حدثناه عن "إسماعيل بن جعفر" "عبد الله بن دينار" عن "ابن عمر" أن رجلا كان يخدع في البيع، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا بايعت، فقل: لا خلابة" [ ص: 66 ] .
وفي حديث المصراة والمحفلة أصل لكل من باع سلعة، وقد زينها بالباطل أن البيع مردود إذا علم به المشتري؛ لأنه غش وخداع.
وقوله: "ويرد معها صاعا"؛ كأنه إنما جعله قيمة لما نال المشتري من اللبن.
وكان "أبو يوسف" يقول: إنما عليه القيمة [ ص: 67 ] .