قال الأصمعي: قوله: سفر: يعني كنس.
ويقال: سفرت البيت وغيره: إذا كنسته، فأنا أسفره سفرا.
ويقال للمكنسة: المسفرة.
قال: ومنه سمي ما سقط من الورق: السفير؛ لأن الريح تسفره: أي تكنسه، قال "ذو الرمة":
وحائل من سفير الحول جائله حول الجراثيم في ألوانه شهب
[ ص: 194 ] ويروى:وحائل من سفير الحول حائله
يعني الورق، وقد حال: تغير لونه وابيض، والجائل: ما جال بالريح فذهب وجاء، والجراثيم: كل شيء مجتمع، والواحدة جرثومة.قال أبو عبيد: وقد تكون الجرثومة أصل الشيء.
منه الحديث المرفوع:
قال: حدثناه عفيف بن سالم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، يرفعه، قال:
"الأزد جرثومة العرب، فمن أضل نسبه فليأتهم".
قال أبو عبيد (: وقد روي في الأهب حديث آخر: "أن عمر دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت أهب عطنة " [ ص: 195 ] .
وهي الجلود، واحدها إهاب. والعطنة: المنتنة الريح، وجاء في حديث آخر: أنه دخل عليه، وعنده أفيق".
والأفيق: الجلد الذي لم يتم دباغه، وجمعه أفق.
يقال: أفيق وأفق مثل أديم وأدم، وعمود وعمد، وإهاب وأهب.
قال: ولم نجد في الحروف فعيلا ولا فعولا يجمع على فعل إلا هذه الأحرف.
[و] : إنما تجمع على فعل مثل: صبور وصبر، [وشكور وشكر] .


