الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
37 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دخل عليه عمر [رضي الله عنه] . فقال: يا رسول الله: لو أمرت بهذا البيت فسفر   [ ص: 193 ] [قال] : وكان في بيت فيه أهب وغيرها.

قال الأصمعي: قوله: سفر: يعني كنس.

ويقال: سفرت البيت وغيره: إذا كنسته، فأنا أسفره سفرا.

ويقال للمكنسة: المسفرة.

قال: ومنه سمي ما سقط من الورق: السفير؛ لأن الريح تسفره: أي تكنسه، قال "ذو الرمة":


وحائل من سفير الحول جائله حول الجراثيم في ألوانه شهب

[ ص: 194 ] ويروى:


وحائل من سفير الحول حائله

يعني الورق، وقد حال: تغير لونه وابيض، والجائل: ما جال بالريح فذهب وجاء، والجراثيم: كل شيء مجتمع، والواحدة جرثومة.

قال أبو عبيد: وقد تكون الجرثومة أصل الشيء.

منه الحديث المرفوع:

قال: حدثناه عفيف بن سالم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، يرفعه، قال:

"الأزد جرثومة العرب، فمن أضل نسبه فليأتهم".

قال أبو عبيد (: وقد روي في الأهب حديث آخر: "أن عمر دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت أهب عطنة   " [ ص: 195 ] .

وهي الجلود، واحدها إهاب. والعطنة: المنتنة الريح، وجاء في حديث آخر: أنه دخل عليه، وعنده أفيق".

والأفيق: الجلد الذي لم يتم دباغه، وجمعه أفق.

يقال: أفيق وأفق مثل أديم وأدم، وعمود وعمد، وإهاب وأهب.

قال: ولم نجد في الحروف فعيلا ولا فعولا يجمع على فعل إلا هذه الأحرف.

[و] : إنما تجمع على فعل مثل: صبور وصبر، [وشكور وشكر] .

التالي السابق


الخدمات العلمية