ففعلوا، فصحوا، فمالوا على الرعاء فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وارتدوا عن الإسلام. فأرسل "النبي" - صلى الله عليه وسلم - في آثارهم، فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، وتركوا بالحرة حتى ماتوا" "لو خرجتم إلى إبلنا، فأصبتم من أبوالها وألبانها. [ ص: 227 ] .
قال: حدثناه عن "هشيم "عبد العزيز بن صهيب" عن و"حميد الطويل" قال: وحدثنا "أنس" عن "إسماعيل بن جعفر" "حميد" عن عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - جميعا. "أنس"
قال: السمل: أن تفقأ العين بحديدة محماة أو بغير ذلك.
يقال من ذلك: سملت عينه أسملها سملا [ ص: 228 ] .
[قال وقد يكون السمل بالشوك، قال أبو عبيد] : "أبو ذؤيب" يرثي بنين له ماتوا:
فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع
وقال "الشماخ" يصف أتانا، ويذكر أن عينها قد غارت من شدة العطش:قد وكلت بالهدى إنسان ساهمة كأنه من تمام الظمء مسمول
ويقال: استوبلتها إذا لم توافقك في بدنك، وإن كنت محبا لها [ ص: 229 ] قال وفي هذا الحديث من الفقه قول: "النبي" - صلى الله عليه وسلم - . "أبو عبيد":
"لو خرجتم إلى إبلنا فأصبتم من أبوالها وألبانها".
فهذا رخصة في وهذا أصل هذا الباب. شرب بول ما أكل لحمه،
وكذلك لو وقع في ماء لم ينجس.
وأما قطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، فيروى - والله أعلم - أن هذا كان في أول الإسلام قبل أن تنزل الحدود فنسخ.
ألا ترى أن المرتد ليس حده إلا القتل، فأما السمل، فإنه مثلة، وقد نهى "النبي" [صلى الله عليه وسلم] عن المثلة.
قال حدثنا عن "ابن مهدي" "همام" عن عن "قتادة" قال: كان أمر "ابن سيرين" العرنيين قبل أن تنزل الحدود [ ص: 230 ] .
قال فنرى أن هذا هو الناسخ للأول والله أعلم. "أبو عبيد":