"إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليصل" [ ص: 235 ] .
قال: حدثناه "ابن علية" و"يزيد" كلاهما عن عن "هشام بن حسان" عن "ابن سيرين" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - . "أبي هريرة"
قالا: قوله: "فليصل" يعني يدعو لهم بالبركة والخير.
قال وكذلك كل داع، فهو مصل، وكذلك هذه الأحاديث التي جاء فيها ذكر صلاة الملائكة، كقوله: "أبو عبيد": "الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة حتى يمسي".
وحديثه: [ ص: 236 ] . "من صلى على النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] صلاة صلت عليه الملائكة عشرا"
وهذا في حديث كثير، فهو كله عندي الدعاء، ومثله في الشعر في غير موضع، قال "الأعشى":
وصهباء طاف يهوديها وأبرزها وعليها ختم
وقابلها الريح في دنها
وصلى على دنها وارتسم
وقال أيضا:
- تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوما فإن لجنب المرء مضطجعا [ ص: 237 ]
قال وأما حديث "أبو عبيد": أنه قال أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ابن أبي أوفى"
"اللهم صل على آل أبي أوفى". فإن هذه الصلاة عندي الرحمة.
ومنه قول الله [ - عز وجل - ] : إن الله وملائكته يصلون على النبي فهو من الله رحمة، ومن الملائكة دعاء [ ص: 238 ] ومنه قولهم: "اللهم صل على محمد".
قال: فالصلاة ثلاثة أشياء: الرحمة والدعاء والصلاة.