قال حدثنيه عن "يحيى بن سعيد" عن "عبد الحميد بن جعفر" عن "محمد بن عمرو بن عطاء" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : "أبي حميد" الساعدي
قال "يحيى": الفتخ أن يصنع هكذا، ونصب أصابعه، ثم غمز موضع المفاصل منها إلى باطن الراحة: يعني أنه كان يفعل ذلك بأصابع رجليه في السجود [ ص: 293 ] .
قال أصل الفتخ: اللين. "الأصمعي":
وقال ويقال للبراجم إذا كان فيه لين وعرض إنها لفتخ. "أبو عبيد"
ومنه قيل للعقاب فتخاء، لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما، وهذا لا يكون إلا من اللين، قال "امرؤ القيس" يصف الفرس، يشبهها بالعقاب:
كأني بفتخاء الجناحين لقوة دفوف من العقبان طأطأت شملال
وقال آخر:كأنها كاسر في الجو فتخاء
وإنما سميت كاسرا لكسرها جناحيها إذا انحطت [ ص: 294 ] .
وفي هذا الحديث من الفقه أنه كان ينصب قدميه في السجود نصبا، ولولا نصبه إياهما لم يكن هناك فتخ، وكانت الأصابع منحنية، فهذا الذي يراد من الحديث.
وهو مثل حديثه الآخر:
"أنه أمر بوضع الكفين ونصب القدمين في الصلاة".