الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
509 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر"   [ ص: 418 ] .

حدثنا أبو عبيد: قال: حدثنيه "يحيى بن سعيد"، و"محمد بن عمر الواقدي"، عن "ثور بن يزيد"، عن "راشد بن مسعد".

قال يحيى: عن عبد الله بن لحي.

وقال محمد: عن "عبد الله بن لحي"، عن "عبد الله بن قرط"، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو عبيد: هو عندنا لحي - بالفتح - إلا أن تريد التصغير، فتقول: لحي.

وقوله: "يوم القر"  يعني الغد من يوم النحر، وإنما سمي [ ص: 419 ] يوم القر; لأن أهل الموسم يوم التروية وعرفة والنحر في تعب من الحج فإذا كان الغد من يوم النحر قروا بمنى، فلهذا سمي يوم القر، وهو معروف من كلام أهل الحجاز.

قال أبو عبيد: وسألت عنه أبا عبيدة وأبا عمرو فلم يعراه، ولا الأصمعي فيما أعلم.

وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي ببدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت لجنوبها، قال عبد الله بن قرط: فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلمة خفية لم أفهمها أو قال: لم أفقهها، فسألت الذي يليه، فقال: قال: من شاء فليقتطع.  

أما قوله: "يزدلفن إليه"  فإنه من التقدم، وقال الله [ ص: 420 ] [عز وجل] : وأزلفنا ثم الآخرين

وفي هذا الحديث من الفقه أنه رخص في النهبة إذا كانت بإذن صاحبها  وطيب نفسه; ألا تسمع إلى قوله: "من شاء فليقتطع" ففي هذا ما يبين لك أنه لا بأس بنهبة السكر في الأعراس، وقد كرهه عدة من الفقهاء، وفي هذا رخصة بينة.

التالي السابق


الخدمات العلمية