حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال "أبو زيد " وغيره في الوجاء ، يقال للفحل إذا رضت أنثياه : قد وجئ وجاء [ممدود ] فهو موجوء ، وقد وجأته . فإن نزعت الأنثيان نزعا فهو خصي وقد خصيته خصاء . فإن شدت الأنثيان شدا حتى تندرا قيل : قد عصبته عصبا ، فهو معصوب [ ص: 16 ] .
قال أبو عبيد : فقوله : "فإنه له وجاء " يعني أنه يقطع النكاح ؛ لأن الموجوء لا يضرب . وقد قال بعض أهل العلم : "وجاء" بفتح الواو مقصور ، يريد الحفا ، والأول أجود في المعنى ؛ لأن الحفا لا يكون إلا بعد طول مشي أو عمل . والوجاء : الانقطاع من الأصل .
قال : ويروى في حديث آخر ما يشبهه .
حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه ابن أبي عدي ، عن حسين المعلم ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - :
"صوموا ووفروا أشعاركم فإنها مجفرة " .
يقول : مقطعة للنكاح ونقص للماء .
يقال للبعير إذا أكثر الضراب حتى ينقطع : قد جفر يجفر جفورا ، وهو جافر ، قال ذو الرمة يصف النجوم [ ص: 17 ] :
وقد عارض الشعرى سهيل كأنه قريع هجان يتبع الشول جافر
ويروى أيضا :وقد لاح للساري سهيل كأنه     قريع هجان عارض الشول جافر 
يقولون : عليك زيدا ، ودونك ، وعندك ، ولا يقولون : عليه زيدا إلا في هذا الحديث ، فهذا حجة لكل من أغرى غائبا .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					