الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
531 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة توفي عنها زوجها ، فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها ، فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها في بيتها إلى الحول ، فإذا كان الحول فمر كلب رمته ببعرة ، ثم خرجت أفلا أربعة أشهر وعشرا" ؟   [ ص: 47 ] [قال أبو عبيد ] : أما قوله : "مر كلب رمته ببعرة "  يعني أنها كانت في الجاهلية تعتد سنة على زوجها لا تخرج من بيتها ، ثم تفعل ذلك في رأس الحول ، لتري الناس أن إقامتها حولا بعد زوجها أهون عليها من بعرة يرمى بها كلب وقد ذكروا هذه الإقامة عاما في أشعارهم ، قال لبيد يمدح قومه :


وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها

ونزل بذلك القرآن في أول الإسلام قوله [تعالى ] : والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج

ثم نسخ ذلك بقوله : [سبحانه ] : يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا [ ص: 48 ] .

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف لا تصبر إحداكن قدر هذا ، وقد كانت تصبر حولا ؟

وهذا الحديث حدثناه يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن حميد بن نافع ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أمها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا أو ببعضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية