الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 131 ] أحاديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه [ ص: 132 ] [ ص: 133 ]

564 - وقال أبو عبيد في حديث عمر بن الخطاب [رضي الله عنه ] أنه خرج من الخلاء ، فدعا بطعام ، فقيل : ألا توضأ ؟

فقال : "لولا التنطس ما باليت إلا أغسل يدي " .
 

قال : حدثناه ابن علية ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عمر .

فسئل ابن علية عن التنطس ؟ فقال : هو التقذر .

قال الأصمعي : هو المبالغة في الطهور ، وكل من أدق النظر في الأمور ، واستقصى علمها ، فهو متنطس .

ومنه قيل للمتطبب : النطاسي ، والنطيس ، وذلك لدقة نظره في الطب .

وقال أبو عمرو نحو قول الأصمعي ، وأنشد أحدهما للبعيث بن بشر يصف شجة أو جراحة :


إذا قاسها الآسي النطاسي أدبرت غثيثتها وازداد وهيا هزومها

[ويروى : النطاسي بالفتح ] [ ص: 134 ] .

الآسي : الطبيب . والغثيثة : ما يكون في الجرح من مدة ودم ، وصديد ، ونحو ذلك .

قال رؤبة :

وقد أكون مرة نطيسا

طبا بأدواء الصبا نقريسا

والنقريس قريب المعنى من النطيس ، وهو : الفطن في الأمور ، العالم بها .

وقول ابن علية بأنه التقذر ، هو راجع إلى هذا المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية