قال : حدثنيه يزيد ، عن الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذن عمر ، عن عمر .
قال الأصمعي : كان حماد بن سلمة يقول : صدأ حديد . قال : وهذا أشبه بالمعنى ؛ لأن الصدأ له دفر ، والصدع لا دفر له .
قال : والدفر هو النتن إذا قلته بالدال وجزم الفاء ، قال [ ص: 135 ] :
ومنه قيل للدنيا : أم دفر ، ولهذا يقال للأمة : يا دفار .
قال : وأما الذفر - بالذال [معجمة ] وفتح الفاء - فإنه يقال ذلك لكل ريح ذكية من طيب أو نتن ذفر .
قال : ومنه قيل : مسك أذفر .
قال أبو عبيد : وهذا ما يوصف به الذفر في شدة طيب الريح .
وأما ما يقال في النتن ، فقولهم في ذفر الإبط ، وهو نتنه ، وكذلك ذفر الحديد ، وهو سهكه ، قال عبيد بن الأبرص :
بكتيبة جاواء تر فل في الحديد له ذفر
يعني : ريح الحديد وسهكه .


