"كذب عليكم الحج ، كذب عليكم العمرة ، كذب عليكم الجهاد ثلاثة أسفار كذبن عليكم " .
قال حدثناه عن ابن علية ، عن إسحاق بن سويد ، حريث بن الربيع - يقال : هو أخو حجير بن الربيع - عن عمر .
قال الأصمعي : معنى كذب عليكم معنى الإغراء ، أي عليكم به .
وكان الأصل في هذا أن يكون نصبا ، ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا على غير قياس .
قال : ومما يحقق لك أنه مرفوع قول الشاعر :
كذبت عليك لا تزال تقوفني كما قاف آثار الوسيقة قائف
فقوله : كذبت عليك : إنما أغراه بنفسه ، أي عليك بي ، فجعل نفسه في موضع رفع ، ألا تراه قد جاء بالتاء فجعلها اسمه [ ص: 149 ] .وقال معقر البارقي :
وذبيانية أوصت بنيها بأن كذب القراطف والقروف
قال القراطف : القطف ، واحدها قرطف ، والقروف : الأوعية . قال أبو عبيد : ومما يحقق الرفع أيضا قول أبو عبيد : "ثلاثة أسفار كذبن عليكم . . . " . عمر :
[قال ] : ولم أسمع في هذا حرفا منصوبا إلا في شيء كان " يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو لرجل ، فقال : "كذب عليك البزر والنوى " [ ص: 150 ] . أبو عبيدة "
ولم أسمع [أحدا يحكي ] في هذا نصبا غير قول هذا . أبي عبيدة
وقال : قال ابن علية العرب تقول : كذب عليك العسل ، كذب عليك كذا كذا ، أي : عليك به . إسحاق بن سويد :