قالوا : نخاف لسانه .
قال : ذلك أدنى ألا تكونوا شهداء! " .
قال : حدثناه أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن زيد بن صوحان ، عن عمر [ ص: 151 ] .
قال أبو زيد ، والأصمعي : قوله : ألا تعربوا عليه يعني أن تفسدوا عليه كلامه ، وتقبحوه له ، قال أوس بن حجر :
ومثل ابن عثم إن ذحول تذكرت وقتلى تياس عن صلاح تعرب
قال أبو عبيد : وتعرب يعني أنها تفسد المصالحة ، وتنكل عنها .وقد يكون التعريب من الفحش ، وهو قريب من هذا المعنى .
ومنه قول ابن عباس .
قال : حدثناه سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله [تعالى ] فلا رفث ولا فسوق .
قال : الرفث الذي ذكر هاهنا ليس بالرفث الذي ذكر في موضع آخر ، هو التعريض بذكر النكاح ، وهو العرابة في كلام العرب .
وقوله : العرابة : كأنه اسم موضوع من التعريب ، وهو ما قبح من الكلام وكذلك الإعراب ، يقال منه أعربت إعرابا .
ومنه قول عطاء : إنه كره الإعراب للمحرم .
قال : حدثنيه ابن مهدي : عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن عطاء [ ص: 152 ] .
وقال رؤبة بن العجاج :
والعرب في عفافة وإعراب
قوله : والعرب يعني المتحببات إلى الأزواج ، واحدتها عروب ، والإعراب من الفحش ، فمعناه أنه يقول : إنهن يجمعن العفافة عند الغرباء ، والإعراب عند الأزواج .
وهذا كقول الفرزدق :
يأنسن عند بعولهن إذا خلوا وهموا إذا خرجوا فهن خفار


