الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
581 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - "لو شئت لدعوت بصلاء ، وصناب ، وصلائق ، وكراكر ، وأسنمة " وفي بعض الحديث وأفلاذ .

قال : حدثناه أبو نوح ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، عن عمر .

قال أبو عمرو : الصلاء : الشواء ؛ سمي بذلك ؛ لأنه يصلى بالنار [ ص: 163 ] .

قال والصناب : الخردل بالزبيب . قال : ولهذا قيل للبرذون صنابي ؛ إنما شبه لونه بذلك .

قال : والسلائق - بالسين - وهو : كل ما سلق من البقول وغيرها .

وقال غير أبي عمرو : هي الصلائق - بالصاد - ومعناها الخبز الرقيق .

قال جرير [بن عطية بن الخطفي ] :


تكلفني معيشة آل زيد ومن لي بالصلائق والصناب

وأما الكراكر ، فكراكر الإبل : واحدتها كركرة ، وهي معروفة . وأما الأفلاذ ، فإن واحدها فلذ : وهو القطعة من الكبد .

ومنه حديث "عبد الله " حين ذكر أشراط الساعة ،  فقال : وتلقي الأرض أفلاذ كبدها " قال "أعشى باهلة " :


تكفيه حزة فلذ إن ألم بها     من الشواء ويروي شربه الغمر

[وهو القعب الصغير ] [ ص: 164 ] .

وحديث "عمر " هذا في ذكر الطعام شبيه بحديثه الآخر : "لو شئت أن يدهمق لي لفعلت ، ولكن الله [عز وجل ] عاب قوما فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها

قال الأصمعي : قوله : يدهمق لي : الدهمقة : لين الطعام وطيبته ورقته ،  وكذلك كل شيء لين ، قال الأصمعي : وأنشدني خلف الأحمر في نعت أرض فقال :

حزن روابي تربه دهامق

يعني تربة لينة .

وقال غيره : الدهمقة والدهقنة واحد والمعنى في ذلك كالمعنى الأول سواء ؛ لأن لين الطعام من الدهقنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية