قال : حدثنيه أبو النضر ، عن عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، ابن دلاف ، عن عمر .
قال قوله : فادان معرضا : يعني استدان معرضا ، وهو الذي يعترض الناس ، فيستدين ممن أمكنه . أبو زيد الأنصاري :
قال وكل شيء أمكنك من عرضه ، فهو معرض لك ، ومن هذا قول الناس : هذا الأمر معرض لك ، إنما هو بكسر الراء [بهذا المعنى ] ، ومنه قول الأصمعي : عدي بن زيد . . . :
سره حاله وكثرة ما يمـ ـلك والبحر معرضا والسدير
[قال ويروى : والنخل ، ويروى : معرض بالرفع [أيضا ] [ ص: 169 ] . أبو عبيد ] :قال وقوله : فأصبح قد رين به . قال أبو عبيد : يقال : قد رين بالرجل رينا : إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ، ولا قبل له به . أبو زيد :
وقال القنائي الأعرابي : رين به : انقطع به .
قال وهذا المعنى شبيه بما قال أبو عبيد : لأنه إذا أتاه ما لا قبل له به ، فهو منقطع به ، وكذلك كل ما غلبك وعلاك ، فقد ران بك ، وران عليك ، [ ص: 170 ] ومنه قول الله - عز وجل - : أبو زيد ؛ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
قال : حدثنا عباد بن القوام ، عن عاصم ، عن الحسن في هذه الآية قال : هو الذنب على الذنب ، حتى يسود القلب .
[قال ] : وهذا من الغلبة عليه أيضا . أبو عبيد
وكذلك قول أبي زبيد يصف رجلا شرب حتى غلبه الشراب سكرا ، فقال :
ثم لما رآه رانت به الخمـ ـر ألا ترينه باتقاء
قال الأموي : ويقال أيضا : قد أران القوم ، فهم مرينون : إذا هلكت مواشيهم ، أو هزلت ، وهذا من الأمر الذي أتاهم مما يغلبهم ، ولا يستطيعون احتماله .
وفي هذا الحديث من الفقه أنه باع عليه ماله ، وقسمه بين الغرماء .
وهذا مثل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في أنه كان رجلا سخيا ، فركبه الدين ، فخلعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ماله للغرماء . معاذ بن جبل وبهذا يقضي أهل الحجاز ، وبه كان يحكم أبو يوسف . فأما فإنه كان لا يرى أن يبيع عليه ماله ، ولكنه كان يقول : يحبس أبدا ، حتى يموت ، أو يقضي ما عليه [كان عنده ، أو لم يكن ] [ ص: 171 ] . "أبو حنيفة "