قال : حدثناه عن أبو بكر بن عياش ، عن عاصم بن أبي النجود ، قال : قدمت زر بن حبيش ، المدينة ، فخرجت في يوم عيد ، فإذا رجل متلبب ، أعسر أيسر ، يمشي مع الناس كأنه راكب ؛ وهو يقول : كذا وكذا ، فإذا هو عمر " .
قوله : هاجروا ولا تهجروا ، يقول : أخلصوا الهجرة ، ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم ، وهذا هو التهجر .
وهذا هو التهجر .
وهذا كقولك للرجل : هو يتحلم وليس بحليم ، ويتشجع ، وليس بشجاع ، أي : أنه يظهر ذلك وليس فيه .
وقوله : "ليذك لكم الأسل الرماح والنبل " فهذا يرد قول من يقول : إن الأسل الرماح خاصة ، ألا تراه قد جعله النبل مع الرماح .
وقد وجدنا الأسل في غير الرماح ، إلا أن أكثر ذلك وأفشاه في الرماح [ ص: 210 ] .
وبعضهم يقول في هذا النبات الذي قال الله [تعالى ] فيه لأيوب [عليه السلام ] : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنما قيل له : الأسل ؛ لأنه شبه بالرماح .
وأما قوله : متلبب ، فإنه المتحزم ، وكل من جمع عليه ثيابه ، وتحزم ، فقد تلبب ، وقال أبو ذؤيب :
ونميمة من قانص متلبب في كفه جشء أجش وأقطع
يصف الحمر أنها سمعت نميمة القانص ، والنميمة : الصوت ، والجشء : القوس الخفيفة .وأما قوله : أعسر أيسر ، فهكذا يروى في الحديث ، وأما كلام العرب ، فإنه أعسر يسر ، وهو الذي يعمل بيديه جميعا سواء ، وهو الأضبط أيضا .
ويقال من اليسر : في فلان يسرة .