الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
656 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] أنه قال : "يا آل خزيمة! أصبحوا " وفي بعض الحديث "حصبوا " .

قال : حدثنيه "ابن مهدي " عن "سفيان " عن "واصل الأحدب " عن "المعرور" أنه سمع "عمر " يقول ذلك .

[قال " أبو عبيد " ] : يعني بذلك التحصيب ، والتحصيب - إذا نفر الرجل من "منى" إلى " مكة " للتوديع - : أن يقيم بالشعب الذي يخرجه إلى الأبطح ،  حتى يهجع بها من الليل ساعة ، ثم يدخل مكة ، وكان هذا شيئا يفعل ، ثم ترك ، وهو الذي قالت فيه " عائشة " : "ليس التحصيب بشيء إنما كان منزلا نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان أسمح للخروج " .  

قال : حدثناه "أبو معاوية " عن "هشام بن عروة " عن "أبيه" عن " عائشة " .

قال "ابن مهدي " : فكأن "عمر " إنما خص "بني خزيمة " أن يقيموا بالأبطح حتى يصبحوا [ ص: 288 ] .

قال : حدثني "يحيى بن سعيد " عن "شريك " عن "زياد بن علاقة " عن "المعرور " عن "عمر " ، قال : "من شاء فلينفر في النفر الأول ، إلا "بني أسد بن خزيمة " .

قال " أبو عبيد " : فوجه هذا عندنا أنه إنما أراد "بني خزيمة" ، وهم "قريش " و"كنانة " وليس فيهم "أسد " : وذلك أن منازل "قريش " و"كنانة " "الحرم" وما حوله ، فكره لهم أن يعجلوا النفر ؛ لقرب دارهم ، ورخص لمن بعدت داره ، وليست "لبني أسد " هناك دار ، إنما هم "بنجد " فكيف خصهم بالكراهة ؟ لا أعرف لهذا وجها إلا ما ذكرنا .

قال " أبو عبيد " والمحفوظ عندنا هو الأول الذي لا ذكر "لبني أسد " فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية