الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
716 - قال " أبو عبيد " في حديث " الزبير" [ - رحمه الله - ] : " أن رجلا أتاه فقال: ألا أقتل لك " عليا"؟ قال: وكيف تقتله؟ قال: أفتك به: قال: سمعت " رسول الله" - صلى الله عليه وسلم - يقول: " قيد الإيمان الفتك، لا يفتك مؤمن"   [ ص: 7 ] .

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " أيوب" ، عن " الحسن" ، عن " الزبير".

قوله: " الفتك": يعني أن يأتي الرجل صاحبه، وهو غار غافل حتى يشد عليه، فيقتله،  وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك، ولكن ينبغي [له] أن يعلمه ذلك قبل، وكذلك كل من قتل رجلا غارا، فهو فاتك به، قال: المخبل [السعدي] في " النعمان" وكان بعث إلى " بني عوف بن كعب" جيشا في الشهر الحرام، وكانوا آمنين غارين لمكان الشهر، فقتل فيهم، وسبى فقال: " المخبل السعدي":


وإذ فتك النعمان بالناس محرما فملئ من عوف بن كعب سلاسله

قال " الأصمعي": قوله: " محرما" ليس يعني من إحرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحرام، ومنه قول " الراعي":


قتلوا " ابن عفان" الخليفة محرما     ودعا فلم أر مثله مخذولا

وإنما جعله محرما، لأنه قتل في آخر ذي الحجة، ولم يكن محرما بالحج، يقال: أحرمنا: دخلنا في الشهر الحرام، وأحللنا: دخلنا في الشهر الحلال، وقال " زهير" [ ص: 8 ] :


جعلن القنان عن يمين وحزنه     وكم بالقنان من محل ومحرم

وليس هذا من إحرام الحج.

التالي السابق


الخدمات العلمية