الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
746 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] قال: " انتهيت إلى " أبي جهل" يوم بدر وهو صريع، فقلت: قد أخزاك الله يا عدو الله، فوضعت رجلي على مذمره، فقال: يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا، لمن الدبرة؟  فقلت: لله ولرسوله [ ص: 64 ] .

قال: ثم احتززت رأسه، وجئت به إلى رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ]
قال " الأصمعي": المذمر: هو الكاهل والعنق، وما حوله إلى الذفرى، ومنه قيل للرجل الذي يدخل يده في حيا الناقة، لينظر أذكر في جنينها أم أنثى: مذمر، لأنه يضع يده ذلك الموضع، فيعرفه، قال " ذو الرمة" [يصف الإبل] :


حراجيج مما ذمرت في نتاجها بناحية الشحر الغرير وشدقم

يعني أنها من إبل هؤلاء، فهم يذمرونها، وقال " الكميت":


وقال المذمر للناتجين     متى ذمرت قبلي الأرجل

يقول: إن التذمير إنما هو في الأعناق لا في الأرجل.

وأما المدمر - بالدال - فإنه الصائد يقتر للصيد، يدخن بأوبار الإبل [ ص: 65 ] وغيرها حتى لا يجد الصيد ريح الصائد فينفر، قال " أوس بن حجر":


فلاقى عليها من صباح مدمرا     لناموسه من الصفيح سقائف

وفي حديث " لعبد الله" آخر، أنه لما قال " لأبي جهل" ما قال، قال " أبو جهل": " أعمد من سيد قتله قومه".

يروى ذلك عن " زيد بن أبي أنيسة" ، عن " أبي إسحاق" ، عن " عمرو ابن ميمون" ، عن " عبد الله".

قوله: " أعمد": يقول: هل زاد على سيد قتله قومه؟ : أي هل كان إلا هذا؟   .

يقول: إن هذا ليس بعار.

وكان " أبو عبيدة " يحكي عن العرب " أعمد من كيل محق": أي هل زاد [ ص: 66 ] على هذا؟ بلغني ذلك عن " أبي عبيدة" ، قال: وقال " ابن ميادة المري":


تقدم " قيس" كل يوم كريهة     وينثى عليها في الرخاء ذنوبها


وأعمد من قوم كفاهم أخوهم     صدام الأعادي حين فلت نيوبها

يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا.

التالي السابق


الخدمات العلمية