الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
907 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عمر" أنه قال لرجل: " إذا أتيت " منى" فانتهيت إلى موضع كذا وكذا، فإن هناك سرحة لم تعبل، ولم تجرد [ ص: 285 ] ولم تسرف، سر تحتها سبعون نبيا، فانزل تحتها".

هذا يروى عن " الأعمش" ، وعن " أبي الزناد" ، عن " ابن عمر".

قوله: سرحة: يعني الواحدة من السرح، وهو شجر طوال.  

وقال " اليزيدي": وقوله: لم تجرد، يقول: لم يصبها جراد.  

وقوله: لم تعبل،  يقول: لم يسقط ورقها، يقال: عبلت الشجر عبلا: إذا حتت عنه ورقه، وقد أعبل الشجر: إذا طلع ورقه. وكان " أبو عبيدة " يقول: ليس يقال للورق المنبسط عبل، إنما العبل ما انفتل، ودق ، مثل الأثل والأرطى، وأشباه ذلك، فإذا انبسط، فهو الورق، قال: والهدب: مثل العبل. قال " اليزيدي": وقوله: لم تسرف:  يعني لم تصبها السرفة، وهي دويبة صغيرة تثقب الشجر، وتبني فيه بيتا، قال: وهي التي يضرب بها [ ص: 286 ] المثل، فيقال: " فلان أصنع من سرفة" ، وبعضهم يقول: ولم تسرح: ولا أدري ما وجه هذا إلا أن يكون أراد به: أنه لم تترك فيه الغنم والإبل تسرح فيه، وهو أن ترعاه، وفي بعض الحديث: أنها بالمأزمين من منى.

وقوله: سر تحتها سبعون نبيا، يقول: قطع سررهم.

وقال " الكسائي" السرر: ما قطع من الصبي فبان، والسرة: ما يبقى. وأما السرحة: فهي ضرب من الشجر معروف [له طول] ، قال " عنترة" يذكر رجلا:


بطل كأن ثيابه في سرحة يحذى نعال السبت ليس بتوأم [ ص: 287 ]

قال " الكسائي": قطع سره، وسرره، ولا يقال: قطع سرته.

التالي السابق


الخدمات العلمية