الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
958 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عائشة": " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا في شهر رمضان من قراف غير احتلام [ ص: 354 ] .

ثم يصوم".
 


القراف: هاهنا الجماع،  وكل شيء خالطته وواقعته فقد قارفته.

ومنه قوله " لعائشة" - حين تكلم فيها أهل الإفك - : " إن كنت قارفت ذنبا فتوبي إلى الله منه".

ومنه الحديث المرفوع أن رجلا شكا إليه وباء بأرض، فقال: " تحولوا عنها، فإن من القرف التلف"  يعني ما يخالطها من الوباء، يقول: إذا قارفتم الوباء كان منه التلف. فأرادت " عائشة" [رحمها الله] أنه يقارف أهله بالجماع، ثم يصبح جنبا، ثم يصوم [ ص: 355 ] .

ومنه يقال: قرفت فلانا بكذا وكذا: أي اتهمته بأنه قد واقعه، وقال " ذو الرمة" يذكر بيضة:


نتوج ولم تقرف بما يمتنى له إذا نتجت ماتت وحي سليلها

قوله: نتوج، يقول: هي حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحل، وقوله: يمتنى له من المني، إذا نتجت: يعني البيضة يخرج فرخها.

وقوله: ماتت: يعني البيضة تنكسر، ويحيا سليلها: يعني الفرخ.

التالي السابق


الخدمات العلمية