ثم يصوم".
القراف: هاهنا الجماع، وكل شيء خالطته وواقعته فقد قارفته.
ومنه قوله " لعائشة" - حين تكلم فيها أهل الإفك - : " إن كنت قارفت ذنبا فتوبي إلى الله منه".
ومنه الحديث المرفوع أن رجلا شكا إليه وباء بأرض، فقال: " تحولوا عنها، فإن من القرف التلف" يعني ما يخالطها من الوباء، يقول: إذا قارفتم الوباء كان منه التلف. فأرادت " عائشة" [رحمها الله] أنه يقارف أهله بالجماع، ثم يصبح جنبا، ثم يصوم [ ص: 355 ] .
ومنه يقال: قرفت فلانا بكذا وكذا: أي اتهمته بأنه قد واقعه، وقال " ذو الرمة" يذكر بيضة:
نتوج ولم تقرف بما يمتنى له إذا نتجت ماتت وحي سليلها
قوله: نتوج، يقول: هي حامل بالفرخ من غير أن يقارفها فحل، وقوله: يمتنى له من المني، إذا نتجت: يعني البيضة يخرج فرخها.وقوله: ماتت: يعني البيضة تنكسر، ويحيا سليلها: يعني الفرخ.


