الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الرابع والستون .

                              باب: رعد .

                              حدثنا عبيد الله، حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثني بكير ابن شهاب، عن سعيد، عن ابن عباس: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه، فقالوا: أخبرنا عن الرعد، قال: "ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار يزجر به السحاب وهذا صوته"   .

                              حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن عامر: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه فقال: "إن أمنا ماتت حين رعد الإسلام وبرق" قوله: "الرعد ملك"   : هو عند الصحابة: علي، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وكذا قال التابعون: مجاهد، وعكرمة، وأبو صالح، والضحاك، وشهر، وعطية، والحسن، ومحمد بن قيس، والسدي .

                              [ ص: 689 ] وقال أبو الجلد: هو ريح، ولم يعرفه وهب بن منبه والزهري وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الرعد إما أن تكون اسم ملك، وإما صوت سحاب،  واحتجوا بقوله: والملائكة من خيفته ، وقالوا: ألا ترى إلى قوله: جون هزيم رعده أجش ولا يكون هذا إلا الصوت ورعدت السماء وبرقت، ورعد السماء وبرق، وأرعدنا وأبرقنا: أصابنا رعد وبرق قوله: حين رعد الإسلام وبرق، يقول: حين جاء وعيده وتهدده يقال: أرعد لي فلان وأبرق أي تهددني وتوعدني، سمعت هذا من أبي نصر، وأنشدنا [ ص: 690 ] :

                              يا جل ما بعدت عليك بلادنا

                              وطلابنا فابرق بأرضك وارعد



                              قال آخر:


                              فإذا جعلت بلاد فارس دونه     فارعد ما بدا لك وابرق



                              وقال الأصمعي: برق ورعد في الوعيد ولم يعرف أبرق وأرعد والرعدة: حركة تأخذ الجبان والمحموم، والرعديد: الجبان، قال:


                              ثأرت بأبناء الكرام ولم أكن     لدى الروع رعديدا جبانا ولا غمرا

                              .

                              [ ص: 691 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية