الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: زوى أيضا .

                              حدثنا يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر، قال: "قلت للنبي صلى الله عليه عجبت لما زوي عنك في الدنيا، وبسط على كسرى"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ: " صلى النبي صلى الله عليه صلاة أطال ركوعها، وسجودها، فلما انصرف، قال: "إني سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوى عني واحدة، سألته أن لا يسلط عليهم سنة، فتهلكهم مجاعة، ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم، فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها" .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن فضل، وحدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث: " دعا نبي من الأنبياء، قال: يا رب يكون العبد من عبيدك يعبدك، ويعمل بطاعتك، فتعرض له البلاء، وتزوي عنه الدنيا، ويكون [ ص: 961 ] العبد من عبيدك يعمل بمعاصيك، ويفسد في أرضك تعرض له الدنيا، وتزوي عنه البلاء، فأوحى إليه: إن العباد والبلاد لي، وإنه ليس من أحد، إلا يسبحني، ويحمدني، ويكبرني، فأما عبدي المؤمن، فإن له سيئات، فأعرض له البلاء، وأزوي له الدنيا بسيئاته لكي يأتيني، فأجازيه بحسناته، وأما عبدي الكافر، فأعرض له الدنيا، وأزوي عنه البلاء بحسناته، كي يوافيني يوم القيامة، فأجازيه بسيئاته" .

                              حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، قال صالح بن مسمار: "نعمة الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا أفضل من نعمته علينا، فيما بسط لنا".

                              [ ص: 962 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية