[ ص: 970 ] الباب الأول من النحو قوله: "بعامة" يريد بعامة تعمهم، وأدخل الباء كما قال: تنبت بالدهن : يقول: تنبت الدهن: ومن يرد فيه بإلحاد ، وقوله: يشرب بها المقربون ، ويشربها سواء كذلك أخبرنا سلمة عن وأنشدنا: الفراء،
شربن بماء البحر، ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج سقى أم عمرو كل آخر ليلة
حناتم سود ماؤهن نجيج
حناتم: سحابات سود، ماؤهن نجيج: منصب، شربن بماء البحر، يقول: هذه السحاب شربن من ماء البحر، ثم ترفعت السحاب من لجج .
[ ص: 971 ] وقوله: "متى" يعني من، لغة هذيل قال ساعدة بن جؤية:
ولا صوارا مدراة مناسجها مثل الفرند إذا يجري متى النظم
وقال آخر:
بواد يمان ينبت الشث صدره وأسفله بالمراجل والشبهان
وقال آخر:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا ملء المراجل والصريح الأجردا
وقال حاتم:
وسقيت بماء النمير، ولم أترك الأطم جمة الحفر
قوله: ، يقول: من غير أهل دينهم "من سوى أنفسهم" ، فيأتي على أصلهم . "فيستبيح بيضتهم"
[ ص: 972 ] أخبرني أبو نصر، عن " أصل القوم، وجمعهم، يقال: أتاهم في بيضتهم" قال الأصمعي: طفيل:
وبالبيضة الموقوع وسط عقارها عقار تداعى وسطه الجيش منهب
قوله: ، أقطار الأرض: نواحيها، واحدها قطر أخبرنا "ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها" الأثرم، عن أقطار الأرض: جوانبها، والأقتار مثل الأقطار. أبي عبيدة:
حدثنا حدثنا عفان، عن حماد، عن عطاء، ميسرة: " إذا كان يوم القيامة يقول بعض الناس لبعض: اذهبوا بنا إلى أقطار الأرض؛ حتى نقطع الأرض، فقال الله تعالى: إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا " قال إبراهيم: " وأقطار الفرس: ما أشرف منه قال الشاعر:
عبل الشوى مشرف الأقطار منتسق
قوله: ، فأخبر أنه ستكون أئمة مضلون، ولم يقل: فإذا كانوا فحاربوهم، ولا فاعتزلوهم . "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين"[ ص: 973 ] وقال: ، فأخبر أن أمته ستختلف حتى يقتتلوا بالسيوف، وأن ذلك باق فيهم إلى يوم القيامة وقال: "إذا وضع السيف في أمتي" ، يقول: يرتدون فيلحقون بغير أهل دينهم من أهل الشرك، ويعبد آخرون منهم الأوثان، وهم مع المسلمين لم يخرجوا منهم، وأخبر أنه سيكون في أمته من يدعي النبوة، وأنه لا نبي بعده، وأنه سيبقى من أمته قوم ظاهرون والظهور: الظفر على العدو، وأظهرنا الله عليه وقال "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين" جاء فلان في ظهريه: هم الذين ينهض بهم فيما يحزبه ويقال: بيت فلان حسن الظهرة: إذا كان حسن المتاع كثيره الفراء: يقال: تظاهرنا: تعاونا، والظهير: الأعوان أخبرنا أبو زيد: أبو نصر، عن يقال: ظاهر فلان فلانا، إذا مالأه وأعانه، والظهير: العون، ويقال: اتخذ معك بعيرا، أو بعيرين ظهريين: أي عدة، والجميع ظهاري، وبعير بين الظهارة إذا كان شديدا . الأصمعي:
[ ص: 974 ] وقوله: ، والخذل: ضد النصرة، خذل يخذل خذلانا وخذلا، ورجل مخذول: ترك وحده، والخاذل من الوحش التي تخذل صواحبها، فتنفرد مع ولدها، قال: "لا يضرهم من خذلهم"
به استودعت أولادها خذل المها مطافيلها والمشجنات المراشح
وفي هذا الحديث من الغريب قوله: ، والاسم الانزواء، وله أربعة وجوه، جاء الأثر من ذلك بثلاثة: فالوجه الأول: هو التجمع والتقبض، وهو وجه حديث "إن الله زوى لي الأرض" ثوبان: ، وحديث "إن الله زوى لي الأرض" عن النبي صلى الله عليه أنه دعا في سفر: أبي هريرة ، وحديث "اللهم ازو لنا الأرض" أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه: "إن النار تنزوي" ، وحديث حذيفة بن أسيد: "إن الدجال تزوى له الأرض" ، وحديث أبي هريرة: "إن المسجد لينزوي أن يبزق فيه كما تنزوي الجلدة في النار" وسألت عن قوله: ابن الأعرابي ، قال: قرب بعضها من بعض، قلت: إن المسجد ينزوي، قال: يتقبض كما يتقبض وجهك من شيء تكرهه وسألت "زويت لي الأرض" أبا عدنان، فقال: زويت: جمعت .
[ ص: 975 ] أخبرني أبو نصر، عن يقال: جاءنا بصقرة تزوي الوجه: يعني اللبن الحامض وسمعت الأصمعي: أبا نصر يقول: انزوى الجلد في النار: اجتمع وتقبض وقال انزوى القوم: تدانوا وقال أبو عبيدة: أبو نصر: زوى بين عينيه: جمعه وقبضه وقال زوى حاجبيه يزوي: إذا غضب وقطب: يقبض . أبو عمرو:
حدثنا حدثنا داود بن رشيد، مروان، عن عن جويبر، قوله: الضحاك: قمطريرا ، قال: "يزوى منه الوجه".
حدثنا حدثنا عبد الله بن عمر، يحيى، عن عن سفيان، عن أبيه، عن هارون بن عنترة، قوله: " ابن عباس، قمطريرا ، قال: تقبض ما بين العينين، فقد فسر بقوله: تقبض ما بين العينين" وقال ابن عباس تزوى منه الوجوه قال الضحاك: إبراهيم: " وقال طارق بن ديسق أحد بني يربوع لابنه مذعور، وكان يوعده بمفارقته، وأن يغزو، فقال:
أمذعور ما يدريك أن رب ليلة كشفت آذاها عنك وهي عسير
شآمية تزوي الوجوه كأنها على الناس جيش لا يرد مغير
وأنشدنا البيت الثاني: أبو عبيدة
[ ص: 976 ]
شآمية هبت بليلا كأنها على الناس جيش لا يرد مغير
وأنشدنا أبو نصر للأعشى:
يزيد يغض الطرف عني كأنما زوى بين عينيه علي المحاجم
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم
وقال آخر:
وماء كماء السخد ليس لجوفه سواء الحمام الورق عهد بحاضر
صرى آسن يزوي له المرء وجهه ولو ذاقه ظمآن في شهر ناجر
يقول: أي ورب ماء كماء السخد، والسخد: جلدة فيها ماء أصفر ينشق عن رأس الولد، ليس لجوف هذا الماء عهد بحاضر لمن يحضره غير الحمام صرى: طال مكثه، وتغير، فمن ذاقه يقبض وجهه، ولو ذاقه وهو ظمآن، يقول: عطشان وشهر ناجر: شهر تموز والوجه الثاني من الانزواء: هو التنحي والتباعد، فهو معنى قول عمر: قلت لرسول الله صلى الله عليه: عجبت لما زوي عنك، يقول: نحي [ ص: 977 ] عنك، وبوعد منك ومثله قول معاذ: ، نحاها عني، ولم يجبني إليها وحديث "أعطاني اثنتين، وزوى عني واحدة" عبد الله بن الحارث أن نبيا قال: يا رب، عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا، مثله، وقول نعمة الله فيما زوى عنا، يقول: نحى عنا ولم يعطنا ويقال: زويت الشيء عن موضعه: نحيته، وزوى فلان عني هذا الشيء يزويه، ولا يجوز عند النحويين أزوى والوجه الثالث من الانزواء: قول صالح بن مسمار: كانت محمد بن سيرين: أرض قد زوتها أرض أخرى، وسألت لابن عمر قال: قربت منها فضيقتها أخبرنا ابن الأعرابي، عمرو، عن أبيه: يقال: تأزى القوم في حلتهم: إذا تقاربوا في منزلتهم سمعت أبا نصر يقول: زوتها أرض أخرى: قربت منها وأحاطت بها وجمعتها وقال العرب تقول: فلان لا يزوى عليه ما يريد: يعنون عنه وأنشدني الأخفش: لأبي خراش:
[ ص: 978 ]
ولم أنس أياما لنا ولياليا بحلبة إذ نعطى بها ما نحاول
إذ الناس ناس والبلاد بغرة وإذ نحن لا تزوى علينا المداخل
يعني: عنا أخبرنا عمرو، عن أبيه: آزيت الحوض أؤازيه: جعلت له إزاء قال إبراهيم: وهذا الذي أخبرتك لم يجئ فيه راوية، إلا ما لم يبلغني .
[ ص: 979 ]