الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: قرم .

                              حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، كان قرام لعائشة قد سترت به جانب بيتها، فقال النبي صلى الله عليه: "أميطي عنا قرامك"   .

                              [ ص: 377 ] حدثنا حسين بن الأسود، حدثنا عمرو بن محمد، عن إسرائيل، عن كثير بن إسماعيل، عن المختار بن صيفي، عن ابن الحنفية: إني لأقرم إلى اللحم فما أجد درهما قوله: كان قرام لعائشة:  ستر رقيق والمنامة والقرطف: القطيفة قوله: "إني لأقرم إلى اللحم"  القرم: شدة الشهوة للحم، قال أبو دؤاد الإيادي:

                              يزين البيت مربوطا ويشفي قرم الركب وإذا اشتهى النبيذ قيل: قرم، وفي اللبن عيمان، وفي الماء عطشان أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي إذا أكل ولد الشاة من الأرض، قيل: قارم، وقد قرم يقرم، وإذا كان الرجل زهيد الأكل قليله، قيل: إنما يقرم كما تقرم السخلة .

                              [ ص: 378 ] وقال أبو زيد يقال للصبي أول ما يأكل الطعام، قد قرم يقرم قروما وقرما وقال أبو كبير:


                              فاهتجن من فزع وطار جحاشها من بين قارمها وما لم يقرم



                              وصف حمرا كانت ترعى مع جحاشها، فرأين فارسا، ففزعت، وتفرقت جحاشها: ما أكل نبتها وما لم يبلغ أن يأكل وقرمت البعير أقرمه قرما: إذا سلخت جلدة أنفه ثم جمعتها في مكان، فيبقى أثره فتلك سمة يعرف بها، وهي القرمة، وما كان في سائر جسده أو العنق فهي الجرفة والقرم: المصعب المكرم لا يحمل عليه، يترك للفحلة، وأنشدنا أبو نصر:


                              كأنه من آخر الهجير     قرم هجان هم بالفدور



                              وصف ثورا، فقال: كأنه من آخر الهجير يريد وقت الهاجرة، قرم: فحل، هجان: أبيض .

                              [ ص: 379 ] هم بالفدور: فدر وجفر: ذهبت غلمته، قال الفراء: القرامة والقرف: ما تقشر من الخبز أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي القرمل: نبت وأنشدنا:

                              يخضن ملاحا كذاوي القرمل وفي المثل "ذليل عاذ بقرملة" إذا استنصر بأضعف منه ويقال: ما في حسبه قرامة، ولا وصم، أو وصم: أي عيب والقرملي: إبل تركية قصار كثيرات الأوبار سمعت أبا نصر يقول: قال أعرابي ما قرقمني إلا الكرم، رجل مقرقم: سيئ الغذاء، يقول: أمي ابنة عمي، وكان عندهم أن ابن الرجل من ابنة عمه يكون صغيرا ضعيفا، وإذا كانت غريبة كان أقوى لولدها وأطول، فمن ثم قال [ ص: 380 ] : "اغتربوا لا تضووا" أي تزوجوا الغرائب ولا تضووا: تأتوا بأولاد ضاوين مهازيل .

                              [ ص: 381 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية