الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا [ ص: 263 ] جعفر بن محمد بن شاكر ، ثنا أبو نعيم ، ثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتلى - يعني يوم بدر - قيل له: عليك بالعير ليس دونها شيء، فناداه العباس وهو في وثاقه أنه لا يصلح لك قال: لم، قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أنجز لك ما وعدك  قال الشيخ: وحين التقى هو والمشركون ببدر قال وهو في قبته: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم" فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر فتلا ما كان قد نزل من إخبار الله تعالى إياه بهزيمة المشركين فكان كما أخبر وقال تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا فدخلوا المسجد الحرام [ ص: 264 ] على الصفة التي نطقت بها الآية في عمرة القضية وكان ما وعده الله في هذه السورة من الفتح القريب وهو فتح خيبر، وقيل: الصلح بالحديبية، وقال: فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها قيل: فتح خيبر وأخرى لم تقدروا عليها قيل: هو ما أصابوا بعده، وقال تعالى ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وقد وقع الظهور والغلبة بحمد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية