فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع من الهجرة  كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى   النجاشي  كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام   ، وبعث به مع   عمرو بن أمية الضمري  ، فلما قرئ عليه الكتاب أسلم ، وقال : لو قدرت لأتيته . وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه   أم حبيبة بنت أبي سفيان  ففعل ، وأصدق عنه أربعمائة دينار ، وكان الذي تولى التزويج  خالد بن  [ ص: 263 ] سعيد بن العاص بن أمية     . وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه من بقي عنده من أصحابه ويحملهم ، ففعل .  
فقدموا  المدينة   فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  بخيبر   ، فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح  خيبر   ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يدخلوهم في سهامهم ففعلوا .  
فهذا ملك  النصرانية   قد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به واتبعه . وكم مثله من هو دونه ممن هداه الله تعالى من  النصارى   ، فدخل في الدين ، وهم أكثر بأضعاف مضاعفة ممن أقام على النصرانية .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					