وأما الكلام في بيان ماهية كل نوع أما النوع الأول فهو
nindex.php?page=treesubj&link=11783تكلم بالباقي بعد الثنيا ، وهذه العبارة هي المختارة دون قولهم استخراج بعض الجملة الملفوظة لأن القدر المستثنى إما أن يدخل بعد نص المستثنى منه ، وإما أن لا يدخل فإن لم يدخل لا يتصور الإخراج ، وإن دخل يتناقض الكلام ; لأن نص المستثنى منه يثبت ، ونص الاستثناء ينفي ، ويستحيل أن يكون الحكم الواحد في زمان مثبتا ، ومنفيا ، ولهذا فهم من قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } ما ذكرنا حتى يصير في التقدير كأنه قال : فلبث فيهم تسعمائة ، وخمسين عاما لا معنى الإخراج لئلا يؤدي إلى الخلف في خبر الله تعالى .
( وأما ) النوع الثاني فهو تعليق بالشرط إلا أن الشرط إذا كان مما يتوقف عليه ، ويعلم وجوده ينزل المعلق عند وجوده ، وإن كان مما لا يعلم لا ينزل ، وهذا النوع من التعليق من هذا القبيل لما نذكره إن شاء الله تعالى .
وَأَمَّا الْكَلَامُ فِي بَيَانِ مَاهِيَّةِ كُلِّ نَوْعٍ أَمَّا النَّوْعُ الْأَوَّلُ فَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=11783تَكَلُّمٌ بِالْبَاقِي بَعْدَ الثُّنْيَا ، وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ هِيَ الْمُخْتَارَةُ دُونَ قَوْلِهِمْ اسْتِخْرَاجُ بَعْضِ الْجُمْلَةِ الْمَلْفُوظَةِ لِأَنَّ الْقَدْرَ الْمُسْتَثْنَى إمَّا أَنْ يَدْخُلَ بَعْدَ نَصِّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ لَا يَدْخُلَ فَإِنْ لَمْ يَدْخُلْ لَا يُتَصَوَّرُ الْإِخْرَاجُ ، وَإِنْ دَخَلَ يَتَنَاقَضُ الْكَلَامُ ; لِأَنَّ نَصَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ يُثْبِتُ ، وَنَصُّ الِاسْتِثْنَاءِ يَنْفِي ، وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الْوَاحِدُ فِي زَمَانٍ مُثْبَتًا ، وَمَنْفِيًّا ، وَلِهَذَا فُهِمَ مِنْ قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلَّا خَمْسِينَ عَامًا } مَا ذَكَرْنَا حَتَّى يَصِيرَ فِي التَّقْدِيرِ كَأَنَّهُ قَالَ : فَلَبِثَ فِيهِمْ تِسْعَمِائَةٍ ، وَخَمْسِينَ عَامًا لَا مَعْنَى الْإِخْرَاجِ لِئَلَّا يُؤَدِّيَ إلَى الْخُلْفِ فِي خَبَرِ اللَّهِ تَعَالَى .
( وَأَمَّا ) النَّوْعُ الثَّانِي فَهُوَ تَعْلِيقٌ بِالشَّرْطِ إلَّا أَنَّ الشَّرْطَ إذَا كَانَ مِمَّا يُتَوَقَّفُ عَلَيْهِ ، وَيُعْلَمُ وُجُودُهُ يَنْزِلُ الْمُعَلَّقُ عِنْدَ وُجُودِهِ ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُعْلَمُ لَا يَنْزِلُ ، وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ التَّعْلِيقِ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ لِمَا نَذْكُرُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .