نجا : النجاء : الخلاص من الشيء ، نجا ينجو نجوا ونجاء ; ممدود ، ونجاة ; مقصور ، ونجى واستنجى كنجا ، قال الراعي :
فإلا تنلني من يزيد كرامة أنج وأصبح من قرى الشام خاليا
وقال أبو زبيد الطائي : أم الليث فاستنجوا ، وأين نجاؤكم
؟ فهذا ، ورب الراقصات ، المزعفر
لمن ظعن تطالع من صبيب ؟ فما خرجت من الوادي لحين
نجا عامر والنفس منه بشدقه ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
فأصون عرضي أن ينال بنجوة إن البري من الهناة سعيد
ألم تريا النعمان كان بنجوة ، من الشر ، لو أن امرأ كان ناجيا ؟ ويقال : نجى فلان أرضه تنجية إذا كبسها مخافة الغرق . ابن الأعرابي : أنجى عرق ، وأنجى إذا شلح ، يقال للص مشلح لأنه يعري الإنسان من ثيابه . وأنجى : كشف الجل عن ظهر فرسه . أبو حنيفة : المنجى الموضع الذي لا يبلغه السيل . والنجاء : السرعة في السير ، وقد نجا نجاء ; ممدود ، وهو ينجو في السرعة نجاء ، وهو ناج : سريع . ونجوت نجاء أي أسرعت وسبقت . وقالوا : النجاء النجاء والنجا النجا ، فمدوا وقصروا ، قال الشاعر :
إذا أخذت النهب فالنجا النجا
وقالوا : النجاك فأدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب ، ولا موضع لها من الإعراب لأن الألف واللام معاقبة للإضافة ، فثبت أنها ككاف ذلك وأريتك زيدا أبو من هو . وفي الحديث : وأنا النذير العريان فالنجاء النجاء أي انجو بأنفسكم ، وهو مصدر منصوب بفعل مضمر أي انجوا النجاء . والنجاء : السرعة . وفي الحديث : إنما يأخذ الذئب القاصية والشاذة الناجية أي السريعة ، قال ابن الأثير : هكذا روي عن الحربي بالجيم . وفي الحديث : أتوك على قلص نواج أي مسرعات . وناقة ناجية ونجاة : سريعة ، وقيل : تقطع الأرض بسيرها ، ولا يوصف بذلك البعير . الجوهري : الناجية والنجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبها ، وقال البعير ناج ، وقال :أي قلوص راكب تراها ناجية وناجيا أباها
[ ص: 205 ]
تقطع الأمعز المكوكب وخدا بنواج سريعة الإيغال
أليس من الشقاء وجيب قلبي وإيضاعي الهموم مع النجو
فأحزن أن تكون على صديق وأفرح أن تكون على عدو
فتبازت فتبازخت لها جلسة الجازر يستنجي الوتر
فقلت : انجوا عنها نجا الجلد ، إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه قال الفراء : أضاف النجا إلى الجلد لأن العرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان ، كقوله تعالى : حق اليقين ، ولدار الآخرة . والجلد نجا ، مقصور أيضا ، قال ابن بري : ومثله ليزيد بن الحكم :
تفاوض من أطوي طوى الكشح دونه ومن دون من صافيته أنت منطوي
فمن بنجوته كمن بعقوته والمستكن كمن يمشي بقرواح
فبت أنجو بها نفسا تكلفني ما لا يهم به الجثامة الورع
قالت جواري الحي لما جينا وهن يلعبن وينتجينا
: ما لمطايا القوم قد وجينا
وما نطقوا بأنجية الخصوم وقال سحيم بن وثيل اليربوعي :
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه
واضطرب القوم اضطراب الأرشيه
هناك أوصيني ولا توصي بيه
قال ابن بري : حكى القاضي الجرجاني عن الأصمعي وغيره أنه يصف قوما أتعبهم السير والسفر ، فرقدوا على ركابهم واضطربوا عليها وشد بعضهم على ناقته حذار سقوطه من عليها ، وقيل : إنما ضربه مثلا لنزول الأمر المهم ، وبخط علي بن حمزة : هناك ، بكسر الكاف ، وبخطه أيضا : أوصيني ولا توصي ، بإثبات الياء ، لأنه يخاطب مؤنثا ، وروي عن أبي العباس أنه يرويه :واختلف القوم اختلاف الأرشيه
قال : وهو الأشهر في الرواية ، وروي أيضا :والتبس القوم اختلاف الأرشيه ورواه الزجاج : واختلف القول ، وأنشد ابن بري لسحيم أيضا :
قالت نساؤهم ، والقوم أنجية يعدى عليها ، كما يعدى على النعم
يخرجن من نجيه للشاطي
فسره فقال : نجيه هنا صوته ، وإنما يصف حاديا سواقا مصوتا . ونجاه : نكهه . ونجوت فلانا إذا استنكهته ، قال :نجوت مجالدا ، فوجدت منه كريح الكلب مات حديث عهد فقلت له : متى استحدثت هذا ؟ فقال : أصابني في جوف مهدي وروى الفراء أن الكسائي أنشده :
أقول لصاحبي وقد بدا لي معالم منهما ، وهما نجيا
ولقد نجوتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وهم تأخذ النجواء منه ، يعل بصالب أو بالملال قال ابن بري : صوابه النحواء ، بحاء غير معجمة ، وهي الرعدة ، قال : وكذلك ذكره ابن السكيت عن أبي عمرو بن العلاء وابن ولاد وأبو عمرو الشيباني وغيره ، والملال : حرارة الحمى التي ليست بصالب ، وقال المهلبي : يروى يعك بصالب . وناجية : اسم . وبنو ناجية : قبيلة ; حكاها سيبويه . الجوهري : بنو ناجية ; قوم من العرب ، والنسبة إليهم ناجي ، حذف منه الهاء والياء ، والله أعلم .


