ذكر غزو   ابن عبد المؤمن  الفرنج  بالأندلس   
في هذه السنة جمع  أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن  عساكره ، وسار من إشبيلية  إلى الغزو ، فقصد بلاد الفرنج  ، ونزل على مدينة وبذة  ، وهي بالقرب من طليطلة  شرقا منها ، وحصرها ، واجتمعت الفرنج  على  ابن الأذفونش  ملك طليطلة  في جمع كثير ، فلم يقدموا على لقاء المسلمين . 
فاتفق أن الغلاء اشتد على المسلمين ، وعدمت الأقوات عندهم ، وهم في جمع كثير ، فاضطروا إلى مفارقة بلاد الفرنج  ، فعادوا إلى إشبيلية    . 
 [ ص: 383 ] وأقام  أبو يعقوب  بها إلى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، وهو في ذلك يجهز العساكر ويسيرها إلى غزو بلاد الفرنج  في كل وقت ، فكان فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها من العرب من الشجاعة ما لا يوصف ، وصار الفارس من العرب يبرز بين الصفين ويطلب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج  ، فلا يبرز إليه أحد ، ثم عاد  أبو يعقوب  إلى مراكش    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					