ذكر فتح سرمينية   
لما كان  صلاح الدين  مشغولا بهذه القلاع والحصون ، سير ولده   الظاهر غازي صاحب حلب   ، فحصر سرمينية  ، وضيق على أهلها ، واستنزلهم على قطيعة قررها عليهم ، فلما أنزلهم ، وأخذ منهم المقاطعة ، هدم الحصن وعفى أثره وعالي بنيانه . 
وكان فيه وفي هذه الحصون من أسارى المسلمين الجم الغفير فأطلقوا ، وأعطوا كسوة ونفقة ، وكان فتحه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الآخرة . 
واتفق أن فتح هذه المدن والحصون جميعها من جبلة  إلى سرمينية  ، مع كثرتها ، كان في ست جمع مع أنها في أيدي أشجع الناس وأشدهم عداوة للمسلمين ، فسبحان من إذا أراد أن يسهل الصعب فعل وهي جميعها من أعمال أنطاكية  ولم يبق لها سوى القصير  ، وبغراس  ، ودرب ساك  ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في مكانه . 
				
						
						
