الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ما فعله ألدز

كان ألدز من أول مماليك شهاب الدين وأكبرهم وأقدمهم ، وأكبرهم محلا [ ص: 217 ] عنده ، بحيث إن أهل شهاب الدين كانوا يخدمونه ويقصدونه في أشغالهم ، فلما قتل صاحبه طمع أن يملك غزنة ، فأول ما عمل أنه سأل الوزير مؤيد الملك عن الأموال والسلاح والدواب ، فأخبره بما خرج من ذلك وبالباقي معه ، فأنكر الحال ، وأساء أدبه في الجواب ، وقال : إن الغورية قد كاتبوا بهاء الدين سام صاحب باميان ليملكوه غزنة ، وقد كتب إلي غياث الدين محمود ، وهو مولاي ، يأمرني أنني لا أترك أحدا يقرب من غزنة ، وقد جعلني نائبه فيها وفي سائر الولاية المجاورة لها لأنه مشتغل بأمر خراسان .

وقال للوزير : إنه قد أمرني أيضا أن أتسلم الخزانة منك ، فلم يقدر على الامتناع لميل الأتراك إليه ، فسلمها إليه ، وسار بالمحفة والمماليك والوزير إلى غزنة ، فدفن شهاب الدين في التربة بالمدرسة التي أنشأها ودفن ابنته فيها ، وكان وصوله إليها في الثاني والعشرين من شعبان من السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية