ذكر فتح قلعة صفد   
لما وصل  صلاح الدين  إلى دمشق  ، وأشير عليه بتفريق العساكر ، وقال : لا بد   [ ص: 60 ] من الفراغ من صفد  وكوكب  وغيرهما ، أقام بدمشق  إلى منتصف رمضان ، وسار عن دمشق  إلى قلعة صفد  فحصرها وقاتلها ، ونصب عليها المجانيق ، وأدام الرمي إليها ليلا ونهارا بالحجارة والسهام . 
وكان أهلها قد قاربت ذخائرهم وأزوادهم أن تفنى في المدة التي كانوا فيها محاصرين ، فإن عسكر  صلاح الدين  كان يحاصرهم ، كما ذكرناه فلما رأى أهله جد  صلاح الدين  في قتالهم ، خافوا أن يقيم إلى أن يفنى ما بقي معهم من أقواتهم ، وكانت قليلة ، ويأخذهم عنوة ويهلكهم ، أو أنهم يضعفون عن مقاومته قبل فناء ما عندهم من القوت فيأخذهم . 
فأرسلوا يطلبون الأمان ، فأمنهم وتسلمها منهم ، فخرجوا عنها وساروا إلى مدينة صور  ، وكفى الله المؤمنين شرهم ، فإنهم كانوا وسط البلاد الإسلامية . 
				
						
						
