[ ص: 62 ] ذكر ظهور طائفة من الشيعة  بمصر   
في هذه السنة ثار بالقاهرة  جماعة من الشيعة  ، عدتهم اثنا عشر رجلا ، ليلا ونادوا بشعار العلويين    : يالعلي ، يالعلي ، وسلكوا الدروب ينادون ، ظنا منهم أن رعية البلد يلبون دعوتهم . ويخرجون معهم ، فيعيدون الدولة العلوية ، ويخرجون بعض من بالقصر محبوسا منهم ، ويملكون البلد فلم يلتفت أحد منهم إليهم ، ولا أعارهم سمعه . 
فلما رأوا ذلك تفرقوا خائفين ، فأخذوا ، وكتب بذلك إلى  صلاح الدين  ، فأهمه أمرهم وأزعجه . فدخل عليه  القاضي الفاضل  ، فأخبره الخبر فقال  القاضي الفاضل     : ينبغي أن تفرح بذلك ولا تحزن ولا تهتم ، حيث علمت من بواطن رعيتك المحبة لك والنصح ، وترك الميل إلى عدوك ولو وضعت جماعة يفعلون مثل هذه الحالة لنعلم بواطن أصحابك ورعيتك ، وخسرت الأموال الجليلة عليهم . لكان قليلا فسري عنه . 
وكان هذا  القاضي الفاضل  صاحب دولة  صلاح الدين  ، وأكبر من بها ، وستأتي مناقبه عند وفاته ، ما تراه . 
				
						
						
