ذكر قتل الباطنية  بواسط   
في هذه السنة قتل الباطنية  بواسط    ; وسبب كونهم بها [ وقتلهم ] أنه ورد إليها رجل يعرف بالزكم  محمد بن طالب بن عصية  ، وأصله من القاروب  من قرى واسط  ، وكان باطنيا  ملحدا ونزل مجاورا لدور بني الهروي  ، وغشيه الناس ، وكثر أتباعه . 
وكان ممن يغشاه رجل يعرف بحسن الصابوني ، فاتفق أنه اجتاز بالسويقة ، فكلمه رجل نجار في مذهبهم ، فرد عليه الصابوني ردا غليظا ، فقام إليه النجار وقتله ، وتسامع الناس بذلك ، فوثبوا وقتلوا من وجدوا ممن ينتسب إلى هذا المذهب . وقصدوا دار  ابن عصية  وقد اجتمع إليه خلق من أصحابه ، وأغلقوا الباب وصعدوا إلى سطحها ومنعوا الناس عنهم ، فصعدوا إليهم من بعض الدور من على السطح ، وتحصن من بقي في الدار بإغلاق الأبواب والممارق فكسروها ، ونزلوا فقتلوا من وجدوا في الدار وأحرقوا ، وقتل  ابن عصية  ، وفتح الباب وهرب منهم جماعة فقتلوا ،   [ ص: 203 ] وبلغ الخبر إلى بغداد  ، وانحدر  فخر الدين أبو البدر بن أمسينا الواسطي  لإصلاح الحال وتسكين الفتنة . 
				
						
						
