ذكر ملك  خوارزم شاه  ترمذ  وتسليمها إلى الخطا   
لما أخذ  خوارزم شاه  مدينة بلخ  سار عنها إلى مدينة ترمذ  مجدا - وبها ولد  عماد الدين  كان صاحب بلخ    - فأرسل إليه  محمد بن علي بن بشير  يقول له : إن أباك قد صار من أخص أصحابي وأكابر أمراء دولتي ، وقد سلم إلي بلخ  ، وإنما ظهر لي منه ما أنكرته . فسيرته إلى  خوارزم  مكرما محترما ، وأما أنت فتكون عندي أخا . 
ووعده ، وأقطعه الكثير ، فخدعه  محمد بن علي  ، فرأى صاحبها أن  خوارزم شاه  قد حصره من جانب والخطا  قد حصروه من جانب آخر ، وأصحابه قد أسرهم  ألدز  بغزنة  ، فضعفت نفسه وأرسل من يستحلف له  خوارزم شاه  ، فحلف له ، وتسلم منه ترمذ  وسلمها إلى الخطا    . فلقد اكتسب بها  خوارزم شاه  سبة عظيمة ، وذكرا قبيحا في عاجل الأمر ، ثم ظهر للناس من بعد ذلك ، أنه إنما سلمها إليهم ليتمكن بذلك من ملك خراسان  ، ثم يعود إليهم فيأخذها وغيرها منهم ، لأنه لما ملك خراسان  وقصد بلاد الخطا  وأخذها وأفناهم علم الناس أنه فعل ذلك خديعة ومكرا - غفر الله له . 
				
						
						
