ذكر استيلاء التتر  المغربة على مازندران   
لما أيس التتر  المغربة من إدراك  خوارزم شاه  ، عادوا فقصدوا بلاد مازندران  فملكوها في أسرع وقت ، مع حصانتها وصعوبة الدخول إليها ، وامتناع قلاعها ، فإنها لم تزل ممتنعة قديم الزمان وحديثه ، حتى إن المسلمين لما ملكوا بلاد الأكاسرة جميعها ، من العراق  إلى أقاصي خراسان  ، بقيت أعمال مازندران  يؤخذ منهم الخراج ، ولا يقدرون على دخول البلاد ، إلى أن ملكت أيام   سليمان بن عبد الملك  سنة تسعين ، وهؤلاء الملاعين ملكوها صفوا عفوا لأمر يريده الله تعالى . 
ولما ملكوا بلد مازندران  قتلوا ، وسبوا ، ونهبوا ، وأحرقوا البلاد ، ولما فرغوا من مازندران  سلكوا نحو الري  ، فرأوا قي الطريق والدة  خوارزم شاه  ونساءه ، وأموالهم ، وذخائرهم التي لم يسمع بمثلها من الأعلاق النفيسة ، وكان سبب ذلك أن والدة  خوارزم شاه  لما سمعت بما جرى على ولدها خافت ، ففارقت خوارزم  وقصدت نحو الري  لتصل إلى أصفهان  وهمذان  وبلد الجبل تمتنع فيها ، فصادفوها في الطريق ،   [ ص: 345 ] فأخذوها وما معها قبل وصولهم إلى الري  ، فكان فيه ما ملأ عيونهم وقلوبهم ، وما لم يشاهد الناس مثله من كل غريب من المتاع ونفيس من الجواهر ، وغير ذلك ، وسيروا الجميع إلى   جنكزخان  بسمرقند    . 
				
						
						
