ذكر عود التتر  من بلاد الروس  وقفجاق إلى ملكهم  
لما فعل التتر  بالروس  ما ذكرناه ونهبوا بلادهم عادوا عنها وقصدوا بلغار أواخر سنة عشرين وستمائة ، فلما سمع أهل بلغار  بقربهم منهم كمنوا لهم في عدة مواضع ، وخرجوا إليهم ، فلقوهم واستجروهم إلى أن جاوزوا موضع الكمناء ، فخرجوا عليهم من وراء ظهورهم فبقوا في الوسط وأخذهم السيف من ناحية فقتل أكثرهم ولم ينج منهم إلا القليل قيل : كانوا نحو أربعة آلاف رجل فساروا إلى سقسين عائدين إلى ملكهم   جنكزخان  ، وخلت أرض قفجاق منهم فعاد من سلم منهم إلى بلادهم ، وكان الطريق منقطعا مذ دخلها التتر  ، فلم يصل منهم شيء من البرطاسي والسنجاب والقندز وغيرها مما يحمل من تلك البلاد ، فلما فارقوها عادوا إلى بلادهم ، واتصلت الطريق وحملت الأمتعة كما كانت . 
 [ ص: 357 ] هذه أخبار التتر  المغربة قد ذكرناها سياقة واحدة لئلا تنقطع . 
				
						
						
